الحمد لله الذي منَّ
علينا بنعمة الإسلام، ولا يزالُ يوالي على عبادهِ مواسم الفضل والإنعام، فبعد أن
انتهى شهرُ رمضان أعقبهُ بأشهُرِ الحجِّ إلى بيته الحرام.
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهدُ أن مُحمدًا عبده ورسوله عليه
وعلى آله وأصحابه أفضل الصَّلاة والسَّلام..
· أمَّا بعد:
أيُها الناسُ: اتقوا الله تعالى،
وتابعوا فِعل الخيرات بعد رمضان، فإنَّ من علامةِ قبول الحسنة فِعلَ الحسنة بعدها،
وما شهر رمضان إلاَّ مُنشطٌ على الخيرِ ومبدأ للتوبة والعمل الصَّالح، ونهاية
العمل تكون بالموت لا بخُروجِ رمضان، وإنَّ من علامة قبول التوبة والأعمالِ في
رمضان أن يكون الإنسانُ بعد رمضان أحسنَ حالاً في الطاعة عمَّا قبل رمضان، ومن
علامة الرَّد والخذلان أن يكون الإنسانُ بعد رمضان أسوأ حالاً ممَّا قبلُه.
فتنبهوا لأنفسكم رحمكم اللهُ، وانظروا حالكُم بعد رمضان، واعلموا أنَّ باب التوبة مفتوحٌ دائمًا في رمضان، وفي كلِّ زمانٍ، فمن فاتته التوبة في رمضانَ فلا يقنط من رحمة الله، بل يبادر بالتوبة في أي وقتٍ كان، فإن الله يتوبُ على من تاب، ويغفر الذنوب لمن رجع إليه وأناب، قال تعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد