الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، نصر
عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادة من عرف ربه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، سلم
تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق
تقاته، وسارعوا إلى مغفرته وجنته ومرضاته.
عباد الله: كثيرٌ من الناس
اليوم ينتسب إلى الإسلام وهو لا يعرف ما هو الإسلام، ولا يعرف ما يضاد الإسلام
ويُناقضه، بعضهم يدعي أنه مسلم وهو يعبد غير الله، فيستغيث بالأموات ويطوف بالقبور
ويدعو غير الله، وبعضهم يدَّعي أنه مسلم وهو لا يصلي الصلوات الخمس، ولا يزكي ولا
يصوم ولا يحج وبعضهم يدعي أنه مسلمٌ وهو ينفذ مخططات الكفار التي تناقض الإسلام.
فالواجب على كل مسلمٍ أن يعرف ما هو الإسلام أولاً حتى يقوم بأداء شرائعه، ثم يعرف ما هي مناقضات الإسلام حتى يتجنبها ويقوم بردها ومقاومتها والتحذير منها، ولما سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]) فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الإسلام قولٌ وعملٌ واعتقادٌ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد