الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أمرنا بالتمسك بهذا الدين لنكون من المفلحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصًا له الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واحذروا من عقابه.

يا من تسافرون للخارج إلى مواطن الوباء ومعاطن البلاء، اتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم وعوائلكم وفي مجتمعكم، لا تتمرغوا في الوحل، وتغمسوا أنفسكم في البلاء، وتجلبوه إلى بلادكم كالذباب الذي يقع على النجاسة والقاذورات ثم يحملها برجليه إلى أجسام الأبرياء.

يقول الأطباء: إن جرثومة هذا المرض الخطير الذي سمعتم شيئًا عن آثاره المدمرة لا تنتشر بشكلٍ عارضٍ، وإنما تنتقل نتيجةً لسلوكٍ بشري، يمكن للإنسان أن يتوقاه بالدين والقيم الأخلاقية النزيهة، والابتعاد عن مواطن الفساد وقرناء السوء، وتجنب الاستمتاع المحرم، والابتعاد عن تعاطي المخدرات، وتجنب نقل الدم من شخصٍ لآخر قبل التأكد من سلامته.

فاتقوا الله عباد الله، واحمدوا الله على هذا الدين القويم الذي بيَّن لكم الخير والشر، وشرع لكم ما يكفل سلامتكم في الدنيا والآخرة.

---

الشرح