في الحث على العمل الصالح
الحمد لله الذي له
ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وهو
العزيز الغفور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم البعث والنشور، وسلم
تسليمًا كثيرًا...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ﴿وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ
ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 223].
عباد الله: إن الإنسان خُلِقَ
في هذه الحياة ليعمل، ثم يُبْعَثُ يوم القيامة لِيُجْزَى على عمله، فهو لم يخلق
عبثًا، ولن يُتْرَكَ سدى، والسعيد من قدَّمَ لنفسه خيرًا، يجده عند الله ذخرًا،
والشقي من قَدَّمَ لنفسه شرًا تكون عاقبته خسرًا.
فانظروا في أعمالهم وحاسبوا أنفسكم قبل انقضاء أعماركم، فإن الموت نهاية العمل وبداية الجزاء، والموت قريبٌ لا تدرون متى نزوله، والحساب دقيقٌ لا تدرون متى حلوله، والشيب نذير الموت فاستعدوا له، وموت الأقران علامةٌ على قرب موت أقرانهم، فتذكروا الموت، واعملوا لما بعده مما أنتم قادمون عليه ومقيمون فيه، ولا تنشغلوا عنه بما أنتم راحلون عنه وتاركوه، ولا تغرنكم الآمال الطوال، وتنسوا حلول الآجال، فكم من مؤملٍ أملاً لا يدركه، وكم من مصبحٍ في يومٍ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد