×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أنعم علينا بدين الإسلام، الذي به هدايتنا لدار السلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من قال: ربنا الله ثم استقام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا ربكم وأحسنوا إلى من أمركم الله بالإحسان إليه، قال الله تعالى: {وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا [النساء: 36].

جمع الله تعالى في الآية عشرة حقوق، بدأها بحقه سبحانه، ثم حق الوالدين، ثم حق الأقارب، ثم حق الضعفة والمحتاجين من اليتامى والمساكين، ثم حق الجيران والمخالطين، ثم حق الوافد على الإنسان غير المقيم، وهو ابن السبيل، ويدخل فيه الضيف، ثم حق المماليك من الآدميين، وأدخل بعض السلف ما يملكه الإنسان من البهائم، وقد جاء في «مسند البزار» ([1])من حديث جابر مرفوعًا تقسيم الجار إلى ثلاثة أنواع: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق.، فأما الجار الذي له حق واحد فهو الجار غير المسلم وغير القريب، له حق الجوار فقط، والجار الذي له حقان: هو الجار المسلم


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في « الشعب » رقم (9113).