الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين،
أمرنا باتباع كتابه وهدي رسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيَّن
لنا الحق بدليله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الهادي إلى سبيله صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وكل من اتصف باتباع الحق وقبوله وسلم تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واسألوه أن يوفقكم لمعرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه، واعلموا أنه كما
أن هناك أشرطة تنشر باسم الدين والوعظ والتذكير، وفيها الخطر الذي ذكرنا بعضًا
منه، فهناك أشرطةٌ تنشر لإفساد الأخلاق والأعراض ونشر الخلاعة والمجون، إنها أشرطة
الأغاني والموسيقى والمعازف والمزامير، وأفلام الفيديو المدمرة التي تعرض مشاهد
الفسق والإجرام، والمناظر التي يندى لها جبين الإسلام، إنها أسلحةٌ موجهةٌ ضد
الدين والعقيدة والأخلاق، وتستهدف بصفةٍ خاصةٍ شباب المسلمين، لأنهم ثروة الأمة
التي تعتمد عليها بعد الاعتماد على الله في مواجهة عدوها، فانتبهوا -يا عباد الله-
لما يُراد بكم وما يُحاك ضدكم، وتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم، فإن خير الحديث
كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.. إلخ.
*****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد