الحمد لله رب
العالمين، يبتلي عباده بالشدائد ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما كان وما يكون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
أرسله رحمةً للعالمين، وحجةً على الخلق أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
الأكرمين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واحذروا عقابه وحاسبوا أنفسكم، وتوبوا من ذنوبكم؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم.
عباد الله: إنكم في هذا العام
تشكون من امتناع المطر الذي به حياتكم وحياة مواشيكم وزروعكم وأشجاركم، فتذكروا
أنه ما حبس عنكم إلا بذنوبكم، وأن الله غني كريم؛ قال تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ
ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأعراف: 96].
وقد أمر الله عند انحباس
المطر بالاستغفار من الذنوب التي هي السبب في منعه؛ فقال تعالى على لسان نوح عليه
السلام: ﴿فَقُلۡتُ
ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا
١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ
عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ
وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١٢﴾ [نوح: 10- 12] وقال
تعالى: على لسان نبيه هود عليه السلام: ﴿وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ
يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ
مُجۡرِمِينَ﴾ [هود: 52].
وقد شرع لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم صلاة الاستسقاء عند انحباس الأمطار، ليرجع الناس إلى ربهم ويتوبوا من ذنوبهم.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد