الحمد لله رب
العالمين، جعل في أموال الأغنياء حقًا للفقراء والمساكين، وللمصارف التي بها صلاح
الدنيا والدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه
مخلصين موحدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلي الله عليه وعلي
آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي الموالية للصلاة بين تلك
الأركان، وقرينتها في الذكر في كثير من آي القران. حيث قرنها الله سبحانه بالصلاة
في نيف وثلاثين آية، مما يدل على أهميتها، وعظيم مكانتها، وفيها مصالح عظيمة:
أعظمها شكر الله
تعالى وامتثال أمره بالإنفاق مما رزق، والحصول على وعده الكريم للمنفقين بالأجر،
ومنها مواساة الأغنياء لإخوانهم الفقراء في سد حاجاتهم ودفع الفاقة عنهم ومنها
تطهير نفس المذكي من البخل والشح والأخلاق الذميمة، وجعله في صفوف المحسنين الذين
يحبهم الله ويحبهم الناس، قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم﴾ [التوبة: 103] وقال
تعالى: ﴿وَّأَحۡسَنُواْۚ
وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [المائدة: 93].
«ومنها أنها تسبب نماء المال وحلول البركة فيه، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39] » ([1]).
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد