الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، يجيب الداعين، ويحب المتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
شهادة الحق واليقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل الداعين، وأخوف الخلق
وأخشاهم لرب العالمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليمًا
كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا -رحمكم الله- أن لقبول الدعاء أسبابًا إذا وُفِّق لها العبد حصلت له الإجابة، قال الإمام ابن القيم رحمه الله مبينًا تلك الأسباب: وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتًا من أوقات الإجابة الستة وهي: الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان، والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة، وآخر ساعةٍ بعد العصر من ذلك اليوم، وصادف خشوعًا في القلب، وانكسارًا بين يدي الرب وذلاً له وتضرعًا ورقةً، واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارةٍ، ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمدٍ عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قدَّم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله وألح عليه في المسألة، ودعاه رغبةً ورهبةً وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدَّم بين يدي دعائه صدقةً، فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرَدُّ أبدًا، ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنةٌ للاسم الأعظم.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد