الحمد لله الذي له
ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، والذين
هم في الحروب أسودٌ وفي الظُلَم بدورٌ، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم البعث
والنشور..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وتوبوا إليه، واعلموا أنه مهما بلغ العبد من الذنوب والمعاصي، فإنه لا يجوز له
القنوط من رحمة الله وترك التوبة؛ فإن القنوط من رحمة الله كفرٌ وضلالٌ؛ قال
تعالى: ﴿إِنَّهُۥ
لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87] وقال
تعالى: ﴿قَالَ
وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحجر: 56]، وقال
تعالى: ﴿قُلۡ
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن
رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ
ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ
رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا
تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزمر: 53، 54].
فتوبوا إلى الله، واسألوه أن يغيثكم، وأحيوا سنة نبيكم بإقامة صلاة الاستسقاء، فإنها من آكد السنن، فَرِّوا إلى الله، واخرجوا إلى مُصلاكم متواضعين متخشعين مظهرين لفقركم وحاجتكم، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما في وصف خروج النبي صلى الله عليه وسلم
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد