الخطبة الثانية:
الحمد لله رب
العالمين، أغنى وأقنى، ووعد من أعطى واتقى وصدق بالحسنى، بأن ييسره لليسرى، وتوعد
من بخل واستغنى وكذب بالحسنى بأن ييسره للعسرى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المخصوص من بين الرسل
بالشفاعة العظمى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم
لتكون كلمة الله هي العليا، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله، وقدموا
لأنفسكم من أموالكم، قبل مماتكم وانتقالكم، واحرصوا على وضع الصدقات في مواضعها
الصحيحة من إعطائها للمحتاجين من الفقراء واليتامى والمساكين والمدينين المعسرين،
واعلموا أن إخفاء الصدقة أفضل من إظهارها، لما فيه من البعد عن الرياء، والستر على
الفقير الذي يستحي من أخذ الصدقة، وإذا كان في إظهار الصدقة مصلحة شرعية بأن يكون
قدوة لغيره في التصدق أو تكون في مشروع خيري ظاهر فلا بأس بذلك، قال تعالى: ﴿إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا
وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَئَِّاتِكُمۡۗ
وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ﴾ [البقرة: 271].
وتحروا -عباد الله- بصدقاتكم المحتاجين المتعففين عن السؤال، لأن هذا الصنف أفضل ما وضعت فيه الصدقات، قال تعالى: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد