×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡ‍َٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ}  [البقرة: 273].

فهم لا يستطيعون الاكتساب، ولا يسألون الناس تعففًا وحياءً، يحسبهم من يجهل حالهم أغنياء من تسترهم، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ المسكينُ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلكِنَّ المِسكينَ الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنىً يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْألَ النَّاسَ» ([1]) متفق عليه.

والسائل له حق على المسؤول، فإن كان صادقًا في أنه محتاج فلا إثم عليه، وإن كان كاذبًا فإنه آثم، وما أخذه حرام وسحت وجمر من جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا -أي: من غير حاجة- فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ» ([2])، رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنْ الْمَسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا أَوْ فِي أَمْرٍ لاَ بُدَّ مِنْهُ» ([3])، رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، والكد: الخدش ونحوه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» ([4]) متفق عليه.

وعن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ ثُمَّ يَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1479)، ومسلم رقم (1039).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1041).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (681)، والنسائي رقم (2600)، وأحمد رقم (20106).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (1474)، ومسلم رقم (1040).