في الأخوة الإيمانية وثمراتها
الحمد لله رب
العالمين، جعل المؤمنين أخوةً في الدين متحابين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له شهادة الحق واليقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد..
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعلموا أن الأخوة في الدين تعلوا الأخوة في النسب، فالله أمر بالمؤاخاة بين
المؤمنين والمسلمين، ولو اختلفت أنسابهم وتباعدت أوطانهم، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
إِخۡوَةٞ﴾ [الحجرات: 10].
وأمر بمعاداة
الكافرين ولو تقاربت أنسابهم، فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ
أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم
مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [التوبة: 23].
ولهذه الأخوة بين
المسلمين والمؤمنين حقوقٌ عظيمةٌ وثمراتٌ كريمةٌ قد بينها الله ورسوله في الكتاب
والسنة، تجب مراعاتها والقيام بها، ولا يجوز إهمالها والتهاون بها.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد