الحمد لله رب
العالمين، شرع لعباده ما يصلحهم ويصلح دينهم ودنياهم.
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، ولي المؤمنين ومولاهم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أخشى
الخلق له وأتقاهم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وكل من أحبهم وتولاهم، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى يا
مَنْ مَنَّ الله عليهم بحج بيته العتيق، وتعلمتم من مناسكه العقيدة الصحيحة،
وأدركتم «ما كنتم» ([1]) عليه أو ما كان
عليه غيركم من أهل بلادكم من أخطاء تخالف هذه العقيدة. عليكم أن تسعوا في تصحيح
هذه الأخطاء، فإنكم مسؤولون عن ذلك أمام الله تعالى، فإن الله حمل العالم مسؤولية
تعليم الجاهل، {وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ
قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ﴾ [التوبة: 122].
فإياكم والمجاملة
فيما يغضب الله، والمداهنة في دين الله.
{وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد