في مشروعية الهجرة وأنواعها
بمناسبة بداية العام الهجري
الحمد لله ذي الفضل
والإحسان، شرع لعباده هجرة القلوب، وهجرة الأبدان، وجعل هاتين الهجرتين باقيتين
على مر الزمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته
وأسمائه وصفاته الحسان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على سائر الأديان.
صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وليكن لكم في سيرة نبيكم صلى الله عليه وسلم خير أسوة، وذلك بترسم خطاه والسير على
نهجه والاقتداء به في أقواله وأفعاله وأخلاقه كما أمركم الله بذلك، فقال: {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن
كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 21].
في هذه الأيام يكثر
الناس من التحدث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطب والمحاضرات ووسائل
الإعلام، ولا يعدو حديثهم في الغالب أن يكون قصصًا تاريخيًا يملؤون به الفراغ في
أيام معدودات، ثم يترك وينسى دون أن يكون له أثر في النفوس أو قدوة في الأعمال
والأخلاق، بل لا يعدو أن يكون ذلك عادة سنويةً تردد على الألسنة دون فقه لمعنى
الهجرة وعمل بمدلولها.
إن الهجرة معناها لغة: مفارقة الإنسان غيره ببدنه أو بلسانه أو بقلبه، ومعناها شرعًا: مفارقة بلاد الكفر أو مفارقة الأشرار،
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد