أو مفارقة الأعمال
السيئة والخصال المذمومة، وهي من ملة إبراهيم الخليل حيث قال: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهۡدِينِ﴾ [الصافات: 99].
أي: مهاجر من أرض
الكفر إلى أرض الإيمان، وقد هاجر ببعض ذريته إلى الشام حيث البلاد المقدسة والمسجد
الأقصى، وبالبعض الآخر إلى بلاد الحجاز حيث البلد الحرام والبيت العتيق كما جاء في
دعائه لربه: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي
زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ﴾ [إبراهيم: 37].
والهجرة في شريعة
محمد صلى الله عليه وسلم حيث أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد عليهم الأذى
من الكفار في مكة، فخرجوا إلى أرض الحبشة مرتين فرارًا بدينهم، وبقي النبي صلى
الله عليه وسلم في مكة يدعو إلى الله، ويلاقي من الناس أشد الأذى، وهو يقول: {وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا﴾ [الإسراء: 80].
فأذن الله له بالهجرة إلى المدينة وأذن صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إليها، فبادروا إلى ذلك فرارًا بدينهم وقد تركوا ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا، وينصرون الله ورسوله، وقد أثنى الله عليهم بذلك ومدحهم ووعدهم جزيل الأجر والثواب، وصارت الهجرة قرينة الجهاد في كتاب الله عز وجل، وصار المهاجرون أفضل الصحابة حيث فروا بدينهم، وتركوا أعز ما يملكون من الديار والأموال والأقارب والعشيرة، وباعوا ذلك لله عز وجل وفي سبيله وابتغاء مرضاته، وصار ذلك شريعةً ثابتةً إلى أن تقوم الساعة، فقد جاء في الحديث: «لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» ([1]) فكل من لم يستطع إظهار دينه في
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2479)، والدارمي رقم (2513)، وأحمد رقم (16906).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد