×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 الخطبة الثانية:

الحمد لله القائل: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ [الشورى: 13].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا...

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103].

واعلموا أنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من البدع والتصريح بأنها ضلالةٌ، فقد كان يقول: «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرُّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).

وكان الصحابة يحذرون من البدع غاية التحذير، وذلك لأن البدع زيادةٌ في الدين، وشرع ما لم يشرعه رب العالمين تشبهٌ باليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم، وفي البدع تنقص للدين واتهامه بعدم الكمال، وتكذيبٌ لقوله تعالى: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي [المائدة: 3].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (867).