×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 في خلق الحياء وفوائده

الحمد لله ذي الفضل والإحسان، جعل الحياء شعبة من شعب الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له {يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ [الرحمن: 29].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى جميع الثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في جميع الأوطان..، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·       أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واستحيوا منه حق الحياء، واعلموا أنه رقيب عليكم أينما كنتم يسمع ويرى، فلا تبارزوه بالمعاصي وتظنوا أنكم تخفون عليه، فإنه يسمع السر والنجوى.

عباد الله: إن الحياء خصلة حميدة تكف صاحبها عما لا يليق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَيَاءَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ» ([1])، وأخبر أنه شعبة من شعب الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِْيمَانِ» ([2])، وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل، وهو يعظ أخاه في الحياء، أي: يلومه عليه فقال:


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6117)، ومسلم رقم (37).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (35) واللفظ له.