في خلق الحياء وفوائده
الحمد لله ذي الفضل
والإحسان، جعل الحياء شعبة من شعب الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له {يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ
فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29].
وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله المبعوث إلى جميع الثقلين الإنس والجان صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه الذين نشروا دينه في جميع الأوطان..، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واستحيوا منه حق الحياء، واعلموا أنه رقيب عليكم أينما كنتم يسمع ويرى، فلا
تبارزوه بالمعاصي وتظنوا أنكم تخفون عليه، فإنه يسمع السر والنجوى.
عباد الله: إن الحياء خصلة حميدة تكف صاحبها عما لا يليق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَيَاءَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ» ([1])، وأخبر أنه شعبة من شعب الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِْيمَانِ» ([2])، وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل، وهو يعظ أخاه في الحياء، أي: يلومه عليه فقال:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6117)، ومسلم رقم (37).
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد