«دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ
مِنَ الإِْيمَانِ» ([1]) دلت هذه الأحاديث
على أن الحياء خلق فاضل.
قال: الإمام ابن
القيم رحمه الله: والحياء من الحياة، ومنه الحيا للمطر، وعلى حسب حياة القلب يكون
فيه قوة خلق الحياء وقلة الحياء من موت القلب والروح، فكلما كان القلب أحيى كان
الحياء أتم، فحقيقة الحياء أنه خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق
صاحب الحق.
والحياء يكون بين العبد وبين ربه عز وجل، فيستحي العبد من ربه أن يراه على معصيته ومخالفته، ويكون بين العبد وبين الناس، فالحياء الذي بين العبد وربه قد بينه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جاء في «سنن الترمذي» مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»، قَالَوا: إِنَّا لَنَسْتَحْيِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآْخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ عز وجل حَقَّ الْحَيَاءِ» ([2]) فقد بين صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامات الحياء من الله عز وجل: أنها تكون بحفظ الجوارح عن معاصي الله، وبتذكر الموت وتقصير الأمل في الدنيا، وعدم الانشغال عن الآخرة بملاذ الشهوات والانسياق وراء الدنيا، وقد جاء في الخبر: «أن من استحى من الله استحى الله تعالى منه».
([1]) أخرجه: البخاري رقم (24)، ومسلم رقم (36).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد