الحث على العمل بالكتاب والسنة
والتحذير مما سواهما
الحمد لله الذي أنزل
على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
-وعد من اتقاه أن يجعل له مخرجًا- وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أزال الله به عن
هذه الأمة آصارًا وأغلالاً وحرجًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أفضل قرون هذه
الأمة وأهداهم طريقًا ومنهجًا، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم وما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد والعمل، وإياكم والأهواء المضلة والمذاهب الباطلة والدعايات المزورة المكذوبة التي يروجها شياطين الإنس والجن ليصدوكم بها عن دينكم، واحذروا كذلك من تضليل الجهال الذين يقولون في دين الله وعلى الله ما لا يعلمون، واتقوا البدع المحدثة في الدين «فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]) والبدعة: هي كل ما أُحدِث في الدين وليس له دليلٌ صحيحٌ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، رواه مسلم.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد