الحمد لله رب
العالمين، على نعمه الظاهرة والباطنة.
﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ
لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [النحل: 18].
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله يهدي إلى الحق
وإلى طريق مستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه القويم،
وسَلَّم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعرِفوا مكانة الصلاة في الإسلام، فقد تبين لكم من خلال عرضنا لكيفية صلاة أهل
الأعذار أن الصلاة لا تسقط بحال من الأحوال، لا في حالة السفر ولا في حالة المرض،
ولا في حالة الخوف، ولم يَجز تأخيرها عن وقتها في تلك الأحوال الشديدة، فما بال
أقوام يتخلفون الآن عن صلاة الجماعة وهي تقام بجوار بيوتهم وعلى مسمع ومرأى منهم
وهم آمنون أصحاء.
وما بال أقوام
يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ولا يصَلّونها إلا بعد قيامهم من النوم أو فراغهم من
الشغل، وهم يقرؤون قول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103]
أيْ: فرضًا فرضه
الله فى أوقات محددة، أليسوا مؤمنين؟ ألم يعلموا أن من أخَّر الصلاة عن وقتها فقد
أضاعها وسَهَا عنها؟
وقد قال الله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]، وقال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد