خصال في الإيمان
الحمد لله ذي الفضل
والامتنان، يمن على من يشاء بهدايته للإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له شهادة توجب لمن قالها عارفًا لمعناها عاملاً بمقتضاها دخول الجنان، وأشهد
أن محمدًا عبده ورسوله أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا..، أما
بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وامتثلوا ما أمركم به على لسان نبيه من حفظ اللسان وكف الأذى عن الجيران وإكرام
الضيفان: فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ،
وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» ([1]). رواه البخاري
ومسلم، فهذه ثلاثة أشياء هي من خصال الإيمان ويؤمر بها المؤمن:
الأولي: استعمال اللسان في النطق بالخير وكفه عن النطق بالشر، فالنطق بالخير يشمل ذكر الله تعالى بتلاوة القرآن، والتهليل، والتكبير والتسبيح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة للمسلمين، وتعليم الجاهلين، والإصلاح بين المتخاصمين، وإفشاء السلام، ومخاطبة الناس بطيب الكلام، لا سيما أهل الإسلام، كما قال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾[البقرة: 83].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد