أي: خاطبوهم بالقول
الحسن.
وكف اللسان يشمل
السكوت عن الخبيث، وأشده كلمات الشرك بالكفر، وكلمات السب والشتم، والكذب، وشهادة
الزور، والغيبة، والنميمة، وكذا السكوت عن فضول الكلام، أي: الكلام الذي لا حاجة
إليه، والكلام بما لا يعنيه...
روى الترمذي من حديث
ابن عمر مرفوعًا: «لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ
كَثْرَةَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ
أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي» ([1]).
عباد الله: تحفظوا من ألسنتكم
ففي «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ
الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا
بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» ([2]).
وخرج الإمام أحمد
والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ
خَرِيفًا فِي النَّارِ» ([3]).
ثم إن كلامنا
يُكْتَبُ لنا أو علينا، قال تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18].
أي: ملكان موكَّلان بالإنسان يكتبان عمله: الذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات، ولهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتحفظ، فقال: «فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([4])، فأمر بقول الخير
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2411)، والبيهقي في « الشعب » رقم (4600).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد