×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

أي: خاطبوهم بالقول الحسن.

وكف اللسان يشمل السكوت عن الخبيث، وأشده كلمات الشرك بالكفر، وكلمات السب والشتم، والكذب، وشهادة الزور، والغيبة، والنميمة، وكذا السكوت عن فضول الكلام، أي: الكلام الذي لا حاجة إليه، والكلام بما لا يعنيه...

روى الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعًا: «لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الْكَلاَمِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ اللَّهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي» ([1]).

عباد الله: تحفظوا من ألسنتكم ففي «الصحيحين» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَنْزِلُ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» ([2]).

وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ» ([3]).

ثم إن كلامنا يُكْتَبُ لنا أو علينا، قال تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ [ق: 18].

أي: ملكان موكَّلان بالإنسان يكتبان عمله: الذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن شماله يكتب السيئات، ولهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتحفظ، فقال: «فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([4])، فأمر بقول الخير


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2411)، والبيهقي في « الشعب » رقم (4600).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2988).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2314)، وأحمد رقم (7215).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (5672)، ومسلم رقم (47).