والصمت عما عداه، فَرُبَّ كلمة أدخلت صاحبها في
النار، وَرُبَّ كلمة تسببت في قتل صاحبها، وَرُبَّ كلمة فرقت بين الأحبة، وَرُبَّ
كلمة هيجت فتنة وأثارت حمية جاهليةً.
الخصلة الثانية من
الخصال التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها: إكرام الجار والإحسان إليه وكف
الأذى عنه، وقد أوصى الله بالإحسان إلى الجار في محكم كتابه.
والجار: هو الذي يسكن إلى
جوارك سواء كان «بيته» ([1]) ملاصقًا لبيتك، أو
كان قريبًا منه، وقد قالت طائفة من السلف: حد الجوار أربعون بيتًا من كل جانب،
وإكرام الجار يكون بالإحسان إليه، من إعانته إذا احتاج، والإهداء إليه، وملاطفته
بالكلام، ومناصحته إذا صدر منه ما لا ينبغي في حق الله أو حق عباده.
وقد جاء في الأثر: «أتدري
ما حق الجار؟ إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا
مرض عدته، وإذا أصابه خير هنيته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته،
ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه».
وأما أذي الجار فهو محرم، شديد التحريم، لأن الأذى بغير حق محرم لكل أحد، ولكن في حق الجار أشد تحريمًا، ففي «الصحيحين» عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئِلَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك»، قِيلَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»، قِيلَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» ([2]).
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد