«سنن الرواتب مع
الفرائض»:
الحمد لله رب
العالمين، أمر بالتزود من الخيرات، وذلك بفعل الطاعات والإكثار من الحسنات، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تسبح بحمده الأرض والسماوات وجميع المخلوقات،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حثَّ على أداء السنن الرواتب بعد الصلوات المفروضات،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في المسابقة إلى الخيرات، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى،
وأكثروا من الحسنات، وتوبوا من السيئات، وحافظوا على الصلوات، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ﴾ [هود: 114]
ثم اعلموا -رحمكم الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لكم سننًا رواتب مع الفرائض وهي سنن مأكدة يكره تركها، ومن داوم على تركها سقطت عدالته، فترد شهادته، لأن ذلك يدل على قله دينه، فحافظوا عليها، وهي عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل الظهر، وقيل أربع ركعات، وهو الصحيح، وركعتان بعد الظهر، وركعتان: بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وركعتان: بعد طلوع الفجر لقول ابن عمر رضي الله عنهما: «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ رَكَعَاتٍ سِوَى الْفَرِيضَةِ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ»، وفي رواية:
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد