الحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأمر بطاعته
والاقتداء به، فقال: ﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21].
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ولا إله معه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وكل من أطاعه واتبعه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واقتدوا برسوله في جميع عباداتكم وطاعاتكم حتى تكون صحيحة مقبولة عند الله، قال
الله تعالى: ﴿مَّن
يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80]، وقال
تعالى: ﴿قُلۡ
إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [آل عمران: 31].
ومن ذلك الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في «أداء» ([1]) مناسك الحج، فقد حج صلى الله عليه وسلم وأمر الناس أن يقتدوا به ويفعلوا مثل ما يفعل، فقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([2]) أي: تعلموا مني كيف تحجون وتؤدون المناسك، وذلك بأن تفعلوا مثل ما أفعل، وهذا كلام جامع استدل به أهل العلم على مشروعية جميع ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وما قاله في حجه وجوبًا في الواجبات ومستحبًا في المستحبات، وقد لخص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صفة حجه صلى الله عليه وسلم، فقال: وقد ثبت بالنقل المتواتر عند
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد