الحمد لله رب
العالمين، جعل القرآن نورًا للمؤمنين، وحجة على الكافرين وأشهد أن لا إله إلا الله
الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، بلغ البلاغ
المبين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
عباد الله: اعلموا أن لكتاب
الله حرمة ومكانة عظيمة توجب على المسلم احترامه وتعظيمه والتأدب عند تلاوته،
واستماعه بإنصات وخشوع وحضور قلب قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ
لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
ومن تعظيم القرآن أنه لا يجوز أن يمس المصحف إلا طاهر، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ» ([1])، ومن ذلك تحريم تلاوته على الجنب، سواء من المصحف أو حفظًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحجبه عن قراءة القرآن شيء إلا الجنابة، وكذلك الحائض والنفساء لا يجوز لهما قراءة القرآن حتى تطهرا، وقد رخص بعض العلماء للحائض والنفساء بقراءة القرآن حفظًا إذا خشيت نسيانه، وأما المحدث حدثا أصغر فيجوز له أن يقرأ القرآن حفظًا.
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد