الحمد لله رب
العالمين، جعل في الحلال غنية عن الحرام وبين لعباده تفاصيل الأحكام، وأشهد أن لا
إله إلا الله الملك القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير الأنام، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام..
· أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى،
واجتنبوا ما نهاكم عنه لعلكم تفلحون، يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا
بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 278].
ونحن نتحدث إليكم في هذه الخطبة عن بيان أنواع من المعاملات الربوية الواقعة بين الناس اليوم، ليتجنبها المسلم، ويحذر منها خوفًا من عذاب الله تعالى، وابتعادًا عن المكسب الخبيث الذي يكون وبالاً على صاحبه في الدنيا والآخرة، فأحد هذه المعاملات الربوية وأشدها هو قلب الدَّيْنِ على المعسر، إذا حل، ولم يكن عنده سداد أو عنده سداد ولا يريد التسديد، زيد عليه الدين بكميات ونسبة معينة حسب التأخير، وهذا هو ربا الجاهلية، وهو حرام بإجماع المسلمين، قال الله تعالى فيه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٩ وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٨٠} [البقرة: 278- 280].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد