الحمد لله رب
العالمين﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا﴾ [الفُرقان: 62]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله أرسله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واحفظوا أوقاتكم من الضياع وأعمالكم من الفساد، واغتنموا أعماركم بالطاعة والأعمال
الصالحة قبل أن تندموا على فواتها يوم لا ينفع الندم: ﴿أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ
مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ٥٦ أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٥٧ أَوۡ
تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ
ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٥٨} [الزمر: 56- 58].
إن عمرك أيها
الإنسان، فرصةٌ وهبها الله لك لتنفقه فيما ينفعك، فاحرص على حفظه أكثر مما تحرص
على حفظ مالك؛ لأن المال إذا ضاع يمكن التعويض عنه، أما العمر فلا يمكن التعويض
عنه.
كثيرٌ من الناس يشكو من الفراغ ويريد أن يشغل الوقت بما يستنفده ولو كان ضارًا أو لا فائدة منه، يسهر الليل في اللهو واللعب وينام عن الصلاة، يسافر للنزهة وقضاء الإجازة الصيفية ولو في أفسد البقاع، يعطي نفسه ما تشتهي ولو كان فيه مضرتها وشقاوتها، لا يحسب حسابًا لغده ومستقبله، لا يفكر في الموت والقبر والحشر والحساب والمصير
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد