الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي وعد
المطيعين له ولرسوله أجرًا عظيمًا، وأعد للمعرضين عنه وعن رسوله عذابًا أليمًا، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكفى بالله عليمًا، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتم نعمته عليه وهداه صراطًا مستقيمًا،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أن هناك موانع تحول بين العبد وبين الاستجابة لله ورسوله، فاحذروها.
منها: التكبر عن
قبول الحق، كما حصل من إبليس لما أمره الله بالسجود لآدم، فأبى واستكبر، وقال أنا
خيرٌ منه.
وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم: «الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» ([1]) ومعنى «بطر
الحق» دفعه وعدم قبوله.
ومن موانع الاستجابة
لله ولرسوله: الحسد، كما حصل من اليهود لما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
الإيمان به لم يستجيبوا له وكفروا به حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم
الحق.
ومن موانع الاستجابة لله ولرسوله: التعصب للآراء والمذاهب والتقليد الأعمى لما عليه الآباء، كما حصل من اليهود والمشركين، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ﴾، [البقرة: 91]، وقال تعالى:
([1]) أخرجه: مسلم رقم (91).
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد