×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

نص الصفحة﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَلَايَهۡتَدُونَ [البقرة: 170].

ومن موانع الاستجابة لله ولرسوله: اتباع الهوى، قال تعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ [القصص: 50].

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» ([1]).

ومن موانع الاستجابة لله ولرسوله: الخوف من الناس وعدم الصبر على أذاهم، قال تعالى عن كفار قريش: ﴿وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَآۚ [القصص: 57].

فإنهم معترفون أن ما جاء به محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو الهدى، وأن ما هم عليه ضلالٌ، لكنهم اعتذروا عن اتباعه بما يخشونه من أذى الناس وبخوفهم على أمنهم أن يتزعزع، وهذا من فساد التصور وانتكاس الفطر، فإن الأمن لا يحصل إلا باتباع الهدى، والخوف إنما يحصل باتباع الضلال، وهذا الذي قاله الكفار بالأمس هو ما يقوله كثيرٌ من المعاصرين اليوم حيث يقولون: نحن نعلم أن الإسلام هو الدين الصحيح، وأن ما عداه باطلٌ، لكن يمنعنا من اتباعه وتحكيمه خوف الدول الكافرة أن تنالنا بسوءٍ، أو تصفنا بالرجعية والتخلف، وما علموا أن فعلهم هذا يزيدهم خوفًا وضعفًا وسقوطًا حتى من أعين أعدائهم، كما قال تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175].


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي عاصم في « السنة » رقم (15)، وابن بطه في « الإبانة » رقم (279).