في الإنفاق في سبيل الله
وإخلاص النية في ذلك
الحمد لله رب
العالمين على فضله وإحسانه، خلقنا ورزقنا، وأمرنا بالإنفاق مما أعطانا ليدخر ثوابه
لنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة نقولها ونعتقدها سرًا
وعلنًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ما ترك خيرًا إلا بينه لنا، وحثنا عليه
وأمرنا، ولا شرًا إلا نهانا عنه وحذرنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين
ينفقون أموالهم في سبيل الله ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وسلم تسليمًا
كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واشكروه على ما رزقكم وأنفقوا مما آتاكم، واعلموا أنه ليس لكم من أموالكم إلا ما
قدمتم لآخرتكم، قال صلى الله عليه وسلم: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ
إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ
إِلاَّ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ،
وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ» ([1]).
ومعناه أن ما ينفقه الإنسان من ماله في حال حياته في وجوه البر والإحسان من الصدقات وإقامة المشاريع الخيرية والأوقاف النافعة وكفالة اليتامى وإطعام الجائعين وسد حاجة المحتاجين وإعانة المعسرين، كل هذا يقدمه أمامه ويجد ثوابه مدخرًا عند الله ومضاعفًا أضعافًا كثيرةً، فهو ماله الحقيقي الذي يبقي لديه ويجري نفعه عليه،
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد