في أحوال الإنسان في هذه الدنيا
الحمد لله﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ
وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡغَفُورُ﴾ [المُلك: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت وهو
على كل شيءٍ قديرٌ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين وعدهم الله بالمغفرة والأجر الكبير، وسلم
تسليمًا كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أنكم ما خلقتم عبثًا، ولم تُتركوا سدى، خلقكم الله لعبادته، وأمركم بتوحيده وطاعته، وأوجدكم في هذه الدار، وأعطاكم الأعمار، وسخر لكم الليل والنهار، وأمدكم بنعمه وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه، لتستعينوا بذلك على طاعة الله، وأرسل إليكم رسوله، وأنزل عليكم كتابه ليبين لكم ما يجب وما يحرم، وما ينفع وما يضر، وما أنتم قادمون عليه من الأخطار والأهوال، لتأخذوا حذركم وتستعدوا لما أمامكم، جعل الله هذه الدنيا دار عملٍ، والآخرة دار جزاءٍ، وحذركم من الاغترار بهذه الدنيا والانشغال بها عن الآخرة؛ لأن الدنيا ممر، والآخرة هي المقر، وإذا لم تسر أيها العبد إلى الله بالأعمال الصالحة، وتطلب الوصول إلى جنته، فإنه يُسار بك وأنت لا تدري، وعما قريبٍ تصل إلى نهايتك من هذه الدنيا، وتقول: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١} [المنافقون: 10، 11].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد