الحمد لله رب
العالمين، أتاح لعباده مواسم الخير ونوَّعها ليتزودوا منها صالح الأعمال،
ويستدركوا ما يحصُل من الغفلة والإهمال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
الكبيرُ المُتعال، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
خير صحبٍ وآل وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
· أمَّا بعد:
أيُّها الناس: اتقوا الله تعالى
واعلموا أنكم في هذه الدنيا في دار ممرِّ، وما زلتُم في سفر، وأنَّ إلى ربِّكم
المُستقرَّ، وأنها تمرّ بكم مواسمٌ عظيمة تُضاعف فيها الحسنات وتُكَّفر بها
السيئات، ومن هذه المواسم شهرُ ذي الحجَّة، فقد جمع الله فيه من الفضائل ونوَّع
فيه من الطَّاعات ما لا يخفى إلا على أهل الغفلة والإعراض، في أوله العشرُ
المباركة التي نوَّه الله بها في كتابه الكريم حيثُ قال سبحانه: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ٢} [الفجر: 1- 2].
فإنَّ المُراد بها عشرُ ذي الحجة. قد أقسم الله بها تعظيمًا لشأنها وتنبيهًا على فضلها، وروى البخاري من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَْيَّامِ» يعني: أيَّام الْعَشْرِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، قَالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» ([1])
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد