استقبال شهر رمضان المبارك الحمد لله الذي جعل
لعباده مواسم للخيرات، يتسابقون فيها بأنواع الطاعات، ويتوبون من السيئات. «وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألهيته، وما له من الأسماء
والصفات» ([1]) وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أول سابق إلى
الخيرات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كل أوقاتهم طاعات، وسلم تسليمًا
كثيرًا. · أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله واغتنموا
مواسم الخير قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم عن زلاتها وهفواتها، واعلموا أن الفرص لا
تدوم، وأن الأعمار محدودة بأجل معلوم، وسيحل بكم شهر عظيم وينزل بكم ضيف كريم. ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ
﴾[البقرة: 185]. جعل الله صيامه أحد
أركان الإسلام، وقيام ليله من النوافل العظام، وهو شهر الصبر، وشهر الإحسان، وشهر
التلاوة للقرآن، وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وشهر مضاعفة الحسنات
وتكفير السيئات، شهر ينتصر فيه الحق على الباطل، فيتغلب فيه المؤمن
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد