على النفس الأمارة
بالسوء، ويغل فيه الشيطان، فتزول المعوقات عن فعل الطاعات، شهر فيه ليلة خير من
ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم، فاستقبلوا رحمكم الله هذا الشهر بما يليق به
من الاحترام، واسألوا ربكم أن يُبَلغَكُم إياه، ويعينكم فيه على فعل ما يرضيه،
ويتقبل منكم صالح الأعمال، فإن من بلغه الله شهر رمضان، ومكَنَّه فيه من فعل
الخيرات فقد من عليه بنعمة عظيمة يجب عليه أن يفرح بها غاية الفرح، كما قال تعالى:﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ
وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58].
فالفرح المحمود إنما
يكون بفضل الله ورحمته، وهو الفرح بالهدى ودين الحق الذي جاء به رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا سيما في مواسم الهدى والدين كهذا الشهر المبارك، فإن المؤمن
يفرح بقدومه ويستبشر بحلوله وإدراكه ليناله من خيره ويصيب من بره ونفحاته، وأما
الفرح بحصول مطامع الدنيا وملذاتها فهو مذموم.، قال تعالى: ﴿وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ﴾[الرعد: 26].
وهذا الفرح هو الذي
لا يحب الله أهله كما قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَرِحِينَ﴾[القصص: 76].
لأنه فرح بمتاع
زائل، وفرح يبعث على الأشر والبطر، ويلهي عن الطاعة، وينسي الآخرة.
أيها المسلمون: إن أعظم ما يتقرب فيه إلى الله في هذا الشهر وفي غيره هو المحافظة على الفرائض وأداء الواجبات، وترك المعاصي والمحرمات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد