يقول الله تعالى في
الحديث القدسي: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ
مِمَّا افْتَرَضْتُه عَلَيْهِ» ([1]) وأعظم فرائض الله بعد الشهادتين أداء الصلوات
الخمس في مواقيتها في بيوت الله مع جماعة المسلمين، فحافظوا عليها في شهر رمضان
وغيره، فإن بعض الناس يتساهلون بأداء هذه الصلوات طول السنة، فإذا جاء شهر رمضان
اجتهدوا فيه وهم مضيعون للصلوات الخمس قبل رمضان وبعده، فهؤلاء لا ينفعهم اجتهادهم
في رمضان، لأنهم مثل من يحاول الحصول على ربح وليس معه رأس مال، والربح لا يتحقق
إلا بعد سلامة رأس المال، كذلك الاجتهاد في النوافل أو الاجتهاد في بعض الأوقات لا
ينفع مع تضييع الفرائض، لكن من كان مضيعًا مفرطًا فيما مضى، ثم تنبه لما جاء شهر
رمضان، فتاب إلى الله توبة صحيحة يستمر عليها في المستقبل طول حياته، فإن الله
يتوب عليه، ويكون شهر رمضان سببًا ليقظته ومبدأ لتوبته.
ومن أعظم فرائض الله
في شهر رمضان بعد الصلوات الخمس صيام أيامه الذي جعله الله أحد أركان الإسلام،
ومبانيه العظام، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾[البقرة: 183]، وقال
تعالى: ﴿فَمَن
شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ﴾[البقرة: 185].
فيجب على كل مسلم بالغ عاقل مقيم يستطيع الصيام أن يصوم هذا الشهر عبادة لله تعالى، وطاعة له، رجاءً لثوابه، وخوفًا من عقابه، وقد حدد الله صيام الشهر بما بين الهلالين: هلال دخوله وهلال خروجه،
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد