قال صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا
لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» ([1])، وحدد سبحانه الصوم
اليومي بما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، قال تعالى:﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ
ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ
ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187].
والصيام هو الإمساك
بنية عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ويسن تأخير السحور إلى ما
قبل طلوع الفجر وتعجيل الإفطار عند تحقق غروب الشمس، ويرجع في وقت الإمساك
والإفطار إما إلى رؤية الفجر والغروب إذا تمكن الصائم من رؤيتهما بنفسه، أو خبر
ثقة بذلك، أو أذان المؤذن الذي يتقيد بالوقت، فيؤذن عند طلوع الفجر وغروب الشمس،
فإن المؤذن مؤتمن ومتحمل لمسئولية عظيمة، لأن الناس يصومون ويفطرون بأذانه، ويصلون
كذلك اعتمادًا عليه.
فاتقوا الله أيها
المؤذنون وراقبوا الوقت مراقبة دقيقة ولا تؤذنوا إلا عند دخول الوقت، لا تتقدموا
عليه ولا تتأخروا عنه فتغروا الناس، وتتحملوا آثامهم، فإن بعض المؤذنين لا يبالي
متى أذن، فمنهم من يؤذن قبل دخول الوقت، ومنهم من يؤذن متأخرًا، فيصوم الناس أو
يفطرون على أذانه في غير وقت الصيام والإفطار، فيتحملون أوزار الناس بسبب إهمالهم.
إنه إذا تأخر المؤذن على الأذان مع طلوع الفجر، فلا يجوز له أن يؤذن بعد ذلك لئلا يغر الناس، بل يكتفي بأذان من حوله من المساجد، ولا يجوز لكم أيها المسلمون أن تعتمدوا على أذان هذا المؤذن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6037).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد