المتساهل إذا تأخر
عن المؤذنين كثيرًا، لأنه أصبح غير ثقة، فاتقوا الله وتنبهوا لذلك. ثم اعلموا-
وفقكم الله- أن من أعظم المزايا التي اختص بها هذا الشهر المبارك صلاة التراويح،
فهي سنة مؤكدة لا ينبغي للمسلم تركها، ويستحب فعلها جماعة في المسجد لأنها من
الشعائر الظاهرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ««مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ
حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([1]) وقال صلى الله عليه وسلم » ([2]): «مَنْ قَامَ
رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([3]).
وليس لعدد ركعات
التراويح حد معين فللإمام أن يصلي عشرين ركعة، وله أن يصلي ستًا وثلاثين ركعة، وله
أن يصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، فإن كل عدد من هذه الأعداد قال به
جماعة من الأئمة، والراجح أن من أراد أن يطيل الصلاة قلل عدد الركعات كما كان يفعل
النبي صلى الله عليه وسلم ومن أراد أن يخفف الصلاة أكثر من عدد الركعات، والأمر في
هذا واسع، لكن لا يجوز للإمام أن يخفف صلاة التراويح تخفيفًا مخلاً، فيسرع
بالقراءة سرعة يسقط معها بعض الحروف أو لا يستفيد منها من وراءه، أو يخفف الركوع
والسجود بحيث لا يستطيع من وراءه أن يأتي بالتسبيح الواجب، ولا يطمئن الطمأنينة
المطلوبة.
فاتقوا الله أيها الأئمة في صلاتكم، واتقوا الله فيمن خلفكم، فأتقنوا القراءة، وأتقنوا الصلاة، وأخلصوا عملكم لله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1810)، ومسلم رقم (1081).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد