ومما يجب التنبيه
عليه أن بعض الأئمة -هداهم الله- تنتشر أصواتهم في الصلاة خارج المساجد في رمضان
وغيره، وذلك بواسطة مكبرات الصوت، وذلك لا يجوز لأنه يشوه العبادة ويشوش على من «حوله
من المساجد الأخرى، والمطلوب من الإمام أن يقتصر سماع صوته على من» ([1]) خلفه فيجب حصر الصوت داخل المسجد، وقد تسبب من
انتشار أصوات الميكروفونات بالصلاة خارج المساجد مفسدة أخرى، وهي تأخر الكسالى عن
الحضور للصلاة، خصوصًا صلاة الفجر، فإن أحدهم يبقى في منامه إلى أن يسمع قراءة
الإمام، وحينئذ لا يمكنه إدراك الصلاة. أو إدراك معظمها، ولقد كثر التأخر من إدراك
الصلاة لهذا السبب فيجب منعه.
واتقوا الله -أيها
المسلمون- وبادروا مبكرين بالحضور إلى الجُمع والجماعات، لتنالوا الأجور وتكفير
السيئات ورفعة الدرجات، وخذوا على أيدي الكسالى من أولادكم وإخوانكم وجيرانكم ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى
ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
*****
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759)..
الصفحة 6 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد