الحمد لله رب
العالمين، أمرنا بالاجتماع على دينه والاعتصام بحبله، ونهانا عن التفرق والاختلاف،
لما في الاجتماع من القوة والألفة، وما في الافتراق من الضعف والنفرة، أحمده على
نعمة الإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تفتح لمن قالها
صادقًا دار السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إلى جميع الأنام، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا على الدوام...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واعلموا
أن صلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، وفيها مصالح عظيمة وخيرات كثيرة، بها يحصل
التعارف والتآلف والتعاون بين المسلمين، وتظهر بها قوة الدين، وإغاظة الكفار
والمنافقين، يحصل بها النشاط على العلم، والسلامة من الكسل، والاحتراز من وساوس
الشيطان، فإن الشيطان يسلط على المنفرد في صلاته، ويبتعد عن المصلي في الجماعة،
وفى صلاة الجماعة مضاعفة الأجر، ورفعة الدرجات، وتكفير السيئات، والبراءة من
النفاق، والتخلق بصفات المؤمنين الذين يعمرون بيوت الله بالطاعة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ
مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ َ} [التوبة: 18].
عباد الله: إن لصلاة الجماعة أحكامًا تجب على المسلم معرفتها، حتى يؤديها على الوجه المطلوب الذي تبرأ به ذمته، ويحصل على
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد