ثوابها، منها: أنه يشرع التبكير لحضورها،
والجلوس لانتظار إقامتها في المسجد، وقد أخل كثير من الناس بهذه الفضيلة، فصاروا
يتأخرون في الحضور تأخرًا كثيرًا حتى يفوت عليهم خيرات كثيرة.
ومن أحكام صلاة
الجماعة: أن من دخل المسجد بعد الإقامة فإنه يمشي بسكينة ووقار، فلا يسرع ولا
يركض، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ الإِْقَامَةَ فَامْشُوا
وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ
فَاقْضُوا» ([1])، وقد أخل كثير من
الناس بهذا الحكم، فتراهم إذا دخلوا المسجد بعد الإقامة أسرعوا وركضوا، وخصوصًا
إذا رأوا الإمام راكعًا، فخالفوا السنة وشوشوا على المصلين وعلى الإمام، ولم
يراعوا حرمة المسجد، ثم دخلوا في الصلاة وهم ثائروا النفس مشوشو الفكر، وقد يذهلون
عن تكبيرة الإحرام أو يأتون بها بعد ما يركعون، ومعلوم أن تكبيرة الإحرام ركن من
أركان الصلاة، ولا تنعقد الصلاة ولا تصح إلا بالإتيان بها، وهو قائم معتدل قبل أن
يركع، ثم يكبر تكبيرة ثانية للركوع في حال انخفاضه له، ولو أن هؤلاء بكروا في
الإتيان إلى المسجد لسلموا من هذا الخلل وحصلوا على عظيم الأجر.
ومن أحكام صلاة الجماعة: أنها لا تصح صلاة الرجل وحده خلف الصف، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ صَلاَةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ» ([2]). رواه أحمد وابن ماجة، وقد رأى صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة، فلا بد من المصافة في صلاة الجماعة فلا تصح صلاة الفذ خلف الصف، بل يجب عليه أن يدخل في الصف أو عن يمين الإمام أو ينتظر من يأتي ويصف معه.
([1]) أخرجه: النسائي رقم (861)، وأحمد رقم (8223).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد