×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، أمر باغتنام الأوقات قبل فواتها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبويء من قالها عاملاً بها من الجنة أعلى درجاتها، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمر بمحاسبة النفوس عن هفواتها، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وعظموا شهر رمضان كما عظمه الله وذلك باغتنامه والمحافظة على صيامه وقيامه، وصيانته عن تعاطي ما حرم الله، فإنه سيكون شاهدًا لكم أو عليكم بما فعلتموه فيه من حسن أو قبيح، فإن بعض الناس يزيد شرهم في رمضان عن غيره، لأنهم لا يعرفون له حرمة، ولا يقدرون له قيمة، ولا يخافون مما يسجل عليهم فيه من مخالفات وآثام.

فتجد أحدهم جيفة في النهار مستغرقًا في نومه لا يهتم بصلاة، ولا غيرها من الأعمال الصالحة، وفي ليالي رمضان يسهر على القيل والقال والأكل والشرب ومشاهدة المسلسلات والتمثيليات واستماع الأغاني والمزامير، أو لعب الورق أو لعب القمار، لا يصلي فيه ركعة من النوافل، بل قد يترك صلاة الفريضة.

والبعض الآخر يتسيب في الشوارع لملاحقة النساء التي يخرجن من بيوتهن فاتنات مفتونات، كاسيات عاريات، مائلات مميلات، قد جندهن الشيطان للفتنة، فهن حبائل الشيطان يصطاد بها من أراد الله


الشرح