الحمد لله على فضله
وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
وأطيعوه، وحافظوا على الصلوات، وعلى الجُمَع والجماعات، تنالوا من الله الأجر
والكرامات، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّلَوَاتُ
الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ
مُكَفِّراتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ» ([1])، رواه مسلم وغيره.
وعن أبي لبابة بن
عبد المنذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَْيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ
عِنْدَ اللهِ مِنْ يَوْمِ الأَْضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلاَلٍ:
خَلَقَ اللهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَْرْضِ، وَفِيهِ
تَوَفَّى اللهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا الْعَبْدُ
شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ
السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ رِيَاحٍ
وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ بَحْرٍ إِلاَّ هُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ»
([2])، رواه أحمد وابن
ماجه.
فاحمدوا الله على ما
خَصَّكم به من هذا اليوم، وما جعل فيه من الخير لمن وفقه الله.
واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله..إلخ.
*****
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد