الحمد لله على ما
خصنا به من الفضل والإكرام، فما زال يوالي علينا مواسم الخير والإنعامِ، ما انتهى
شهرُ رمضان حتى أعقبهُ بأشهُرِ الحجِّ إلى بيته الحرام.
وأشهدُ أن لا إله
إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له في ربوبيته وإلهيَّته وأسمائه الحُسنى وصفاته العظام،
وأشهدُ أنَّ محمدًا عبده ورسوله. أفضلُ من صلى وصام ووقف بالمشاعر، وطاف بالبيت
الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكِرام، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
· أمَّا بعد:
أيُّها النَّاس: اتقوا الله تعالى
واشكروه على ما شرَعَ لكم من الشَّرائع العظيمة، وما خصَّكم به من المواسم
الكريمة، التي تتوالى عليكُم كُل يومٍ، وكُل أسبوع، وكُلَّ عامٍ، وهي شرائع تحملُ
لكُم كُلَّ خيرٍ، وتبعد عنكم كلِّ شرِّ.
فالصَلاة تنهى عن
الفحشاء والمُنكرِ، ولذِكرُ اللهِ أكبر، وهو خُشوعٌ للهِ، وخضوعٌ بين يديه،
واتصالٌ بهِ، وإقبالٌ عليه، وهي أكبرُ عونٍ للمؤمنين على القيام بأعباءٍ الدُنيا
والدِّين، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153].
والزَّكاة: إحسانٌ ومواساةٌ الفقراء والمُعسرينَ، وترغيبٌ للمؤلَّفةِ قلوبُهُم في الدِّين، وإعانةٌ في فِكاك الرِّقاب والغارمينَ، وطُهرَةٌ وتزكيةٌ للنفوسِ والأموال، فهي مغنمٌ لا مغرمٌ، قال تعالى: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 103].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد