وهي تنميةٌ للمالِ،
وسببٌ لإنزال البركة فيه ودفع الآفاتِ عنهُ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا
نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ» ([1]).
فالمؤمن يعتبر
الزكاة مغنمًا، لأنهُ واثقٌ بوعدِ الله «والمنافق يعتبرها مغرمًا، لأنه لا يومن
بالله ولا يثق بوعده، وأما الصيام فإنه ترك الشهوات والمألوفات» ([2]) ومحبوبات النَّفسِ
طاعةً لله عز وجل، وهو مع ذلك تربية على الأخلاق الفاضلة وتركٌ للأخلاق الرَّذيلة،
قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ
وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي
امْرُؤٌ صَائِمٌ» ([3])، رواه البُخاري.
والحجُّ جهادٌ في
سبيل الله ينفق فيه المال، ويُتعبُ فيه البدنُ، وتترُكُ مِن أجلهِ الأولادُ
والبلادُ إجابةً لداعيِ الله وتلبيةٌ لندائه على لسان خليله، إبراهيم حين قال الله
له: ﴿وَأَذِّن فِي
ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧ لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ
وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ
فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ
٢٨ ثُمَّ
لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ
ٱلۡعَتِيقِ ٢٩} [الحج: 27 - 29].
عباد الله: ونحنُ الآن في أشهُرِ الحج التي جعلها الله ميقاتًا للإحرام به والتَّلبُّس بنُسُكه، قال الله تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [البقرة: 197].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد