الخطبة الثانية: الحمد لله رب
العالمين، جعل يوم الجمعة عيد أهل الإسلام، وأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة عند
النداء إليها ونهى عن الانشغال عنها بجمع الحطام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، الملك القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حث على التبكير في
الحضور لصلاة الجمعة، واهتم بذلك غاية الاهتمام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا. · أما بعد: أيها الناس: اتقوا الله تعالى
بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، فإن خير الزاد التقوى. يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ
إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ
تَعۡلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9]. سمى الله هذا اليوم
العظيم يوم الجمعة، لأن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع في المساجد الكبار
لأداء الصلاة التي هي أعظم شعائر الدين بعد الشهادتين، كما أن هذا اليوم قد اجتمع
فيه من الخصائص ما لم يجتمع في غيره من أيام الأسبوع، ففيه كمل خلق السموات
والأرض، وفيه خلق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة،
وفيه ساعة الإجابة، وهي ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه
إياه. وقد اختار الله هذا
اليوم العظيم لهذه الأمة، وأضل عنه من كان قبلها من الأمم، فاختارت اليهود يوم
السبت، واختارت النصارى يوم
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد