×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

الأحد، واختار الله لهذه الأمة يوم الجمعة الذي أكمل الله فيه الخليقة، وقد أمر الله المؤمنين فيه بالاجتماع لعبادته بأداء صلاة الجمعة، وحثهم على المبادرة بالحضور إليها والتفرغ لها من جميع أعمال الدنيا، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التبكير في الحضور والانتظار في المساجد حتى تقام صلاة الجمعة وحث على أن يكون الإنسان على أحسن هيئة، وفي أجمل لباس وأطيب رائحة، وحث على التنظف والاغتسال قبل الحضور.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأُْولَى، قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةٍ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِْمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَحَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» ([1]). أخرجه الشيخان.

فدل هذا الحديث على طلب التبكير في الحضور لصلاة الجمعة والانتظار في المسجد حتى تقام، وأن يشغل وقته حال الانتظار بصلاة النافلة والذكر وتلاوة القرآن، ودل الحديث على أن الأجر يتفاوت بتفاوت الحضور، وأنه كلما بكر زاد الأجر، وكلما تأخر نقص الأجر، والظاهر أن الساعة الأولى تبدأ بعد طلوع الشمس، فمطلوب من المسلم أن يتوجه إلى صلاة الجمعة من بعد طلوع الشمس، ليحصل على هذه الفضيلة، وكان المسلمون إلى عهد قريب يبكرون في الحضور لصلاة


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (881) ومسلم رقم (850).