الحمد لله الذي منَّ
علينا بإدراك شهرِ رمضان، ووفَّق من شاء فيه لنيل المغفرة والرضوان، وأشهدُ أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيَّته وإلهيَّته وأسمائه الحسان، وأشهدُ أنَّ
مُحمدًا عبدهُ ورسوله. كان كلُّ دهرهِ رمضان.
صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
· أمَّا بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى. عباد
الله: كان السَّلف الصَّالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم بعد
ذلك يهتمُّون بقبوله ويخافون من رده، كما قال الله تعالى:
﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ
أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ﴾ [المؤمنون: 60]، وقال الله
تعالى: ﴿إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27].
وبعض النَّاس اليوم على عكس هذا فمنهم من لا يُتمِّم العمل، فقد رأينا من ينشطون في أوَّل الشَّهر، ويفْتُرون في آخره، حتَى ربما يكسلُون عن صلاة الجماعة، هؤلاء لا يستفيدون من رمضان، ولا يتغيَّر حالهم عمَّا كانوا قبله من الإساءة والعصيان، والذي تفوتُهُ المغفرة في رمضان يكون محرومًا غاية الحرمان، فقد صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: «آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ، قُلْتَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، فقال: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد