في بيان مزايا الحج
وشروطه ووجوبه
الحمد لله رب
العالمين شرع لعباده حج بيته الحرام. ليكفر عنهُم الذنوب والآثام، وأشهدُ أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك لهُ شهادة تنفي جميع الشرك والأوهام، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله خيرُ الأنام. صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبهِ البررة الكِرام،
وسلِّم تسليمًا كثيرًا...
· أما بعدُ:
أيُّها الناس: اتقوا الله تعالى
كما أمركم بتقواه، وحديثنا إليكم في هذه الخُطبة سيكونُ عن مزايا الحج في الإسلام،
وأحكامهِ العظامِ، سائلين الله لنا ولكم التوفيق للعلم النافع والعمل الصَّالحِ
والقَبولِ.
فالحجُّ هو أحد
أركان الإسلام ومبانيه العظام، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ
سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} [آل عمران: 97].
أي: للهِ على الناسِ
فرضٌ واجبٌ، وهو حجُّ البيتِ، لأنَّ كلمة (عَلَى) للإيجاب، وقد أتبعه بقوله جل
وعلا: ﴿وَمَن كَفَرَ
فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 97].
فسمَّى تعالى تاركهُ كافرًا، وهذا ممَّا يدلُّ على وجوبه وآكديتهِ، فمن لم يعتقد وجوبه فهو كافرٌ بالإجماعِ، وقال تعالى لخليله: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ﴾ [الحج: 27].
الصفحة 1 / 505
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد